وقفت تنظر الى صورتها المعلقة على حائط غرفتها ذات الجدران العتيقة الباهتة فى بروازها الذهبى الذى تلاشى لونه وبريقه مع مرور الزمن , والحزن يرتسم على عينيها التى ضاقت نظرتها من ثقل التجاعيد حولها والاشتياق يملأها لجمال أنثى تراها فى صورتها ولكنه تلاشى مع الايام وسرقه منها الزمن , اختفت الدموع بين جفونها من بريق الامل الذى بدا يلوح فى عيون صورتها ولم يعد له مكانا فى قلبها , فلقد تلاشى مع رحيل الشباب واختفى فى طيات القدر , ظلت تنظر الى صورتها بكل تفاصيلها وتلمس بأطراف أصابعها المرتعشة شعرها الذى اشتعل شيبا وزال لونه الذهبى وماتت حيويته وضعف حاله , ثم استدارت وأعطت ظهرها لصورتها واتجهت ناحية المرآه بخطوات ضعيفه بائسه وكأن كل السنوات التى مرت عليها عالقه بأطراف ثوبها فأثقلت خطواتها , نظرت فيها وأخذت تتأمل حقيقتها والدهشة والحسرة تملأ عينيها وزادت من حدة تقاسيم وجهها وأخذت تتحسس ملامح وجهها تتحدث مع نفسها بداخل أعماقها قائله , سرق الزمن عمرى وشبابى وانا فى انتظار الحب الصادق والحبيب الذى أحيا بين ذراعيه واجد معه الأمان والحنان فى حضن عينيه واعيش فى حضن قلبه بشبابى واجمل أيامى , وهاهو العمر انقضى والشباب مضى ومات الأمل فلم يتبق منه شيئا ولم تترك تجاعيد وجهى له متسعا , اشتعل رأسى شيبا وضعف بصرى وانحنى ظهرى ولم يتبق من إمرأه جميلة ممشوقة القوام يملأها الأمل فى الحياه والحب والرغبة فى العطاء للمحب الا صورة على جدار حائط بهتت الوانه وضعف بنيانه ولملمت الشمس خيوطها بعيدا عن أركانه , لم يتبق سوى انقاض احيا على ذكراها بين كومة من الأمال والذكريات , انتهى العمر وانتهى معه الامل فمن يعشق امرأه رحل شبابها ؟؟ ومن يفكر بالقرب والعيش بدربها عشقا لكيانها ؟؟ واخذت تحتضن نفسها بكل قوتها واليأس يزلزل كيانها والدموع انهمرت من عينيها حزناً من قدر سلب سنوات عمرها سنه تلو الاخرى بدون ارادتها ورغما عن ذاتها وقبض بيده العنيده كل خيوط الامل وحجب عنها ضوء الشمس لتحيا طيلة عمرها فى الظلام بين أركان وجدان حالم عاشق , وصرخت صرخه زلزلت اركانها واهتزت معها كل أركان وجدانها وهى تبكى وتقول أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأاااااااه منك يا زمن سرقتنى وسرقت حلو الايام ولم تترك لى فرحه بلحظة حب أتذكرها فى وحدتى لتهون على قلبى مُر تلك الايام , أأأأأه منك يا زمن حرمتنى أن أعيش مع إنسان نتبادل معا الحب والعشق وأخذت عمرى ولم يتبق منى سوى صوره لعاشقه خلف جدار الزمن !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق