الأربعاء، 4 يونيو 2014

نهاية الأسد!!!!!!


عُرف  الأسدً بأنه  "ملك الغابة "  منذ الأزل بعد إنقراض الديناصور والحيوانات البدائية  ، والاسد كما يعرف عنه يخافه الناس  وكذلك  الحيوانات الأخري ،والجميع  يعترف بقوته، ويحسب له ألف حساب ، لأنه عنيف ، شرس  شره إذا جاع لا يرحم أحد ، ويأكل الضعيف، ويفتك  بكل من يواجهه، وحكاية تتويجه ملكا جاءت حصيلة فلسفة يعرفها الأنسان والحيوان في صراع القوى ذلك لأن  الناس تدرك بأن البقاء للأقوى  دائما ،لهذا تمرد على الطبيعة وتمادى وفرض سيطرته على الحيوانات  رغماً عنهم ، وهو يدرك بأن  الجميع  ينظر إليه  من منظار القوة ,تكبر وتجبر على سكان الغابة ،وبدء يفرض  طقوسه  الديكتاتورية ،ويعكس جنون عظمته عليهم  ، وأخضع الجميع لقانونه المستبد "قانون الغاب"وأجبرهم على تقديم قرابين له  لإرضائه  ,كانوا يدفعونها من كدهم  وتعبهم ومن  رزق أطفالهم ممن  كانوا ضحايا  جشعه  وقسوة قلبه وعنفه.
 
وبقي الحال على هذا المنوال  مستمرة منذ أزمان ، ومرت الأيام ، و الشهور والسنوات  ، إلا أنه ذات  يوم  أستيقظ الأسد من نومه كعادته الغرور سمته وقد  تملكه شعور بالغرور والطمع الشديدين ،وزئر بأعلى صوته مستبدا،فهلع   الذئب أقوى حراسه وأدرك  بأن شيئاً ما   و حدثاً كبيراً سيحدث في الغابة .
 
وكي يستطلع الامر دخل  الذئب  الساحة ليعرف سبب زئير الأسد ،وركع أمامه مؤكدا ولاءه له ،وحرصه على تلبية رغباته ، فقال  له الأسد : أخبر الحيوانات أني بلغت الخمسين من عمري, وأريد  اليوم أن أقيم أحتفالاً كبيراً بعيد ميلادي وعلى  كل ساكن   جلب   وجبة غذائية  لذيذه لي  أو هدية غير عادية لأتأكد من ولائهم وحبهم لي ، ولا أستثني منهم   بذلك ،ثم زئر مرة ثانية بغرور كبير بأن طلبه سيكون جاهزا ،ثم تململ وقال  :أيها الذئب بلغ  أبو زلومه وأرنوب بذلك ،و  عليهما أن يحضرا لي  شيئاً  يرضي غروري وإلا كانا وجبتي المفضله في الليلة المقبلة .
 
إنحنى  الذئب  وقال للأسد : سمعاً وطاعة يا سيدي ,ثم غادر المكان وذهب إلى الساحة الكبيرة التي يجتمع فيها الحيوانات ، حائراً مشفقاً فزعا خائفاً ثم نهض مسرعاً فقرع الطبل منادياً أهل الغابة , وأخبر  الحيوانات بطلب الأسد ، واشار إلى   الأرنب والفيل كي يبقيا لإن لهما رسالة خاصة من الأسد  ، ذهب الجميع  وبقي أبو زلومة وأرنوب فأقترب منهما الذئب وأخبرهما  بطلب الأسد ، فقال له الفيل  : ألا تخجل من نفسك أيها الذئب مما أوصلك إياه الأسد المغرور من الذل والمهانة والإذعان له  ، وقال الأرنب : كيف تسمح له وأنت كنت القائد المسيطر على الغابه قبل مجيئه ، صمت الذئب"متنهدا متحسرا  " و رفع رأسه بعصبية مستطردا  وقال :  وما علي أن أفعل بعد أن قتل زوجتي وتركني وحيدا خادما له ؟
 
نظر  الفيل  إليه ثم أنزل  خرطومه الطويل مواسياً له وقال: لما الضعف يا صديقي  ونحن جماعة أقوى منه . وأضاف قائلاً   : هيا نتحد ونتعاون معاً  ونتخلص من الأسد الى الأبد ، فقال الذئب بخوف  وفزع وهو يرتجف ,لا   لا لا شأن لي بكما .
 
وقال  الأرنب : لقد وضعنا خطة له  نتخلص منه للإبد و لن يشك بها  ، وسنعمل على إرضاء غروره و نحتفل  بعيد ميلاده في إحتفالية خاصة  كما يريد ثم  نجعله يرقص ، ويأكل ويفرح وترقص معه سكان الغابة حتى الطيور ستغني والغزلان سترقص والشجر سيتمايل ,والزهور سوف تتباهى  بشذاها الجميل الرائع ، والكل سيشارك بالحفل ثم نقوم نحن بتنفيذ خطتنا كما هو يتمنى وسنجعله يوماً تاريخيا  لا ينسى من سجل الغابة الحافل بجرائمه .
 
فقال الذئب: كيف وأعوانه يحيطون به في كل مكان ومن يقوى على حمله وهو صاحب وزن ثقيل ، فقال له الأرنب : لا عليك أيها الذئب كل شيء تم التخطيط له  والمطلوب أن يطمئن  الأسد  بأن حفل ميلاده الخمسون سيكون تاريخيا،  وما عليك سوى أن تؤكد له ولاء  الجميع وبأنهم سيكونون  جاهزين  مساءً للإحتفال , ولا تنس بأنه شره جدا فأجعله  يأكل كثيرا وطمأنه  بأن الجميع يتمنون له طول العمر والبقاء ملكاً فوق رؤوسهم  .
 
وافق  الذئب  بعد طول تفكير وتدقيق وتمحيص في الخطة التي وضعها الأرنب والفيل  ، شريطة أن لا يكون له أي تدخل في حال فشلهم ,ووعدهم بأن يعمل على توفير أقصى درجات الراحة للأسد وطمأنته بأن الجميع حريصون على إسعاده يوم ميلاده .
 
مع غروب الشمس حل المساء و بدأت الحيوانات بالتجمع في الساحة وقدمت كل منها  ما لذ وطاب للأسد من الطعام المتنوع ما بين الحلويات والمأكولات الشهية  وقرعت طبول الفرقة الموسيقية معلنة بدء الحفل ، وغردت العصافير ورقصت الحيوانات وظهرت جميعها  بأجمل حلتها ،وأزدانت الساحة الكبرى بالبالونات والأعلام الخاصة بغابة التنين   ، أما  الأسد فقد جلس متباهيا متفاخرا بنفسه مقنعا نفسه بأنه "ملكاً محبوبا "وصار يأكل بوحشية  وشراهة وجشع مقزز ,وينظر للحيوانات وكأنهم حشرات أمامه يأمر هذا ويضرب ذاك ويضحك بجرأة ساخرا من رقصهم وجهودهم  .
 
وقف الأرنب  في وسط الساحة يرقص أمام الاسد مؤكدا ولائه المطلق ،وصديقه   الفيل  يقوم بجركات وألعاب بهلونية كي يسلي الأسد ويرضي غروره و يوهماه بأنهما فرحين  معه بعيد  ميلاده ،ثم وضع الذئب  فوق ظهر الفيل كعكة العيد وبها  50شمعة ملونة , وبدأ لعاب الأسد يسيل من فمه  وطلب من الفيل الركوع على الأرض والخنوع كي يطفئوا معه شموع عمره الماضية ,فأقترب الفيل ثم فعل ما طلب منه ,وألتف الجميع حوله  وبدأوا بالغناء والرقص فاقترب  الأسد من الكعكة الكبيرة وأطفأ الشموع وتطاير اللهب على الحيوانات فتأذوى لكن لم يصرخوا ولم يتذمروا خوفا من بطشه  فزئر الأسد من شدة فرحه بالمنظر متباهيا  وتملكه الغرور  وساد الصمت المكان بعدما إلتهم الأسد قالب الحلوى ولم يطعم منه أحد  وذهب الجميع موشحين بالحزن  عائدين إلى بيوتهم .
 
فأقترب الأرنب من الأسد وركع امامه ثم  هنأه بعيد ميلاده  وقد بدى عليه التعب والأرهاق وضيق التنفس  وقال للأسد  : سيدي لقد طلبت مني شيئاً مميزاً وها أنا وأطفالي وزوجتي سنكون وجبتك المفضله  على العشاء الذي تختتم به أمسيتك وأحتفاليتك وأننا جميعاً  قرباناً لك لكن قبل أن تأكلنا نأمل منك   أن تشاركنا الرقص معنا , وهو مطلب حق لمن يضحي بنفسه فداء وأرضاء لولي نعمته .
 
زأر الأسد عالياً وقال بخبث : حسناً أيها الأرنب ، إني موافق ، هيا بنا نرقص معا ،وبدأ الفيل  يصفق والأرنب وأفراد أسرته يرقصون معه   والأسد يغني بصوت عال ثملا فرحاً متفاخراً  معبرا عن فرحه الغامر ،حتى ظهر   عليه التعب وبدأ يتهاوى غير مسيطرٍ على نفسه بعد أن قام الذئب بالحيلة بإبعاد حرسه الخاص ,مقنعاً إياهم أن الأسد له  تصرف خاص مع الأرنب واسرته وهو لا يحتاجهم بعد أن ذهب الجميع , فاطاعوه وتركوا الأرنب وأطفاله  والفيل إلى جانبه يراقبه بحذر , وحين بدا النعاس يداعب جفون الأسد والإرهاق أخذ منه مأخذاً كبيرأً ,  أسرع الفيل وضربه بخرطومه الطويل على رأسه،  وأنهالت عليه الضربات من زوجة الأرنب وأبناءه  في كل مكان  من جسمه وجثوا فوقه بعدما سقط مغشيا عليه فأنهالوا عليه  ضرباً حتى مات .
 
 
 
وبعد أن تأكد   الفيل من موت الأسد ،عبر   عن فرحه وسعادته  ورفع بخرطومه للإعلى مطلقاً صوتاً  دوى في أرجاء الغابة وكأنه كان ينادي  سكان الغابة كي يروا المنظر ،حين  أدركوا بأن أمراً خطيرا  قد حدث فهرعوا   إلى الساحة مسرعين ,وفوجئوا حين شاهدوا منظر  الأسد وهو جثة هامدة  , فأطلقوا الزغاريد كل بطريقته معبرين عن فرحهم الغامر  بنهاية الاسد ، ورقصت الحيوانات مطولاً  معبرة بطقوسها الخاصة عن إرتياحها بالخلاص من الإستبداد و الظلم والعنف الذي طال أمده  والخوف من بطش الأسد ،وتأكدوا بأن الإتحاد قوة وأن تضافر الجهود ينهي أكبر التحديات التي تواههم بالحياة وبعد  أن يتحدوا جميعاً لخدمة هدف واحد ،عاشوا  بالغابة بسلام وآمان   بكل ود تفاهم ووئام  وعدالة ومساواة بينهم دون محاباة أو إستثناء لأحد منهم  .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق